الحمد لله على امتنانه والشكر له على إحسانه والذكر له تعظيما لشانه والصلاة والسلام على خير الهدى ومصباح الدجى وبعد : 
فليس هناك من نعمة ينعم الله بها على الناس مثل أن يهديهم سبل العلم والتعلم وليس هناك من رافع ولا شافع مثل كتاب الله وليس هناك من هدي مثل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك كان من الخير للإنسان أن يسلك طريق العلم وأن يبتغي بذلك وجه الله ولم لا! فشرف العلم عظيم لا يخفى على أحد من البشر، فالناس مشتركون في كثير من الخصال إلا العلم يختص به سبحانه من يشاء من عباده، وبه أظهر الله فضل آدم على الملائكة، وأمرهم بالسجود له فقال تعالى: (وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئونى بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ، قالوا سبحائك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنث العليم الحكيم) (البقرة: 31 - 32)، وصح من حديث معاوية - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" وثبت في سنن أبي داود من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول ألله - صلى الله عليه وسلم - قأل: "إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر".
فالعلم جعله الله تعالى حياة القلوب ونور البصائر وشفاء الصدور وهو الميزان الذى يوزن به الرجال ، وتوزن به الأقوال والأعمال، وبه يفرق بين أهل الحق وأهل الغي والضلال وبه يتمكن العبد من تحقيق صحيح العبودية لله الواحد الديان وبه يرتقي الدرجات فقد قال رب الكائنات : ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المجادلة "11" 
ومن هذا المنطلق الجميل من الله علينا بتأسيس هذه الجامعة المباركة ( ربانيين ) لتوفير رغبات الطالبين ولتسد عجز المنشغلين وتقرب البعيد وتجمعنا على مائدة العلم والعمل الصالح الرشيد بفهم ثاقب وقلب راغب فى تبليغ الدعوة وفق كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم  واتباع منهج أصحابه ومن سار على دربهم راغبين بأعمالنا وقلوبنا رضا مولانا العلي والحمد لله رب العالمين.